قضم الأظافر: عادة بسيطة أم إدمان خفي؟

عادة قضم الأظافر

عادة قضم الأظافر بالفم هي سلوك شائع، يبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة ولكنه قد يستمر حتى البلوغ. تتعدد أسباب هذه العادة، فمنها ما يكون ناتجًا عن تقليد الكبار أو الأطفال المحيطين، ومنها ما يكون رد فعل على مواقف ضاغطة يتعرض لها الشخص، مثل القلق، التوتر، الشعور بالإحباط، أو حتى محاولة التخلص من زوائد الأظافر بشكل غير واعٍ. عند الأطفال، قد يكون قضم الأظافر وسيلة لتفريغ مشاعر الغيرة، الخوف، أو عدم الشعور بالأمان، كما قد يرتبط بظروف أسرية صعبة أو تجارب اجتماعية سلبية. أما عند البالغين، فقد تترافق هذه العادة مع اضطرابات أخرى، مثل الوسواس القهري، التوتر العصبي، أو الشعور بالملل، وتندرج ضمن العادات اللاشعورية التي يمارسها البعض دون إدراك كامل، مثل مص الأصابع، لفّ الشعر، أو حك الجلد. وللتخلص من هذه العادة، ينصح بتحديد السبب الرئيسي الذي يدفع الشخص لقضم أظافره والعمل على معالجته. يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات البسيطة، مثل تقليم الأظافر بانتظام للحفاظ على مظهرها الأنيق، واستخدام طلاء أظافر بطعم مر يمنع الشخص من قضمها. كما يُفضل إشغال اليدين بأنشطة مفيدة، مثل الرسم، الكتابة، أو استخدام كرة الضغط لتخفيف التوتر. يمكن أيضًا ارتداء قفازات أو وضع لاصقات على الأظافر كإجراء وقائي في الحالات الشديدة. من المهم معالجة أي مشاعر قلق أو توتر قد تدفع الشخص إلى هذه العادة، سواء من خلال تقنيات الاسترخاء أو التحدث إلى مختص نفسي عند الحاجة، لضمان التخلص منها بشكل نهائي وتحقيق التوازن النفسي.

قضم الأظافر وعلاقته بالحالة النفسية

يعد قضم الأظافر، فرك الأصابع، وشدّ الشعر من العادات الشائعة بين الأطفال والمراهقين، والتي غالبًا ما تعكس حالة نفسية مضطربة أو توترًا مستمرًا. وفقًا للخبراء، تنتمي هذه السلوكيات إلى مجموعة من العادات القهرية التي يمكن أن تستمر لفترات طويلة، حتى لو تسببت في أذى جسدي لصاحبها. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن حوالي 5% من سكان العالم يعانون من هذا الاضطراب، الذي قد يكون مرتبطًا بعوامل وراثية وميل عائلي نحو تبدل المزاج والقلق المزمن. كما وجدت دراسة نشرتها مجلة "غاما" الطبية أن هناك استراتيجيات بسيطة يمكن أن تساعد في التقليل من هذه العادات، مثل استبدال السلوك المؤذي بلمسات لطيفة، ما قد يساهم في الحد من آثارها السلبية.
ورغم أن بعض هذه العادات قد تكون مؤقتة وتزول بمرور الوقت، إلا أنها قد تتطور لدى بعض الأشخاص إلى مشاكل مزمنة يصعب التحكم بها، مثل قضم الأظافر المرضي، الذي قد يؤدي إلى تلف الأظافر والأنسجة المحيطة بها، مما يستدعي التدخل للتعامل معها بطرق علاجية مناسبة.

مفهوم قضم الأظافر

يُعرف قضم الأظافر طبيًا باسم "الأونيكوفاجيا" (Onychophagia)، وهو اضطراب شائع يبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة ويستمر حتى المراهقة أو حتى سن البلوغ. قد يكون هذا السلوك نتيجة لمجموعة من العوامل النفسية مثل القلق، التوتر، الإحباط، أو حتى الرغبة في التقليد.

قضم الأظافر عند الأطفال

يعدّ قضم الأظافر من العادات الشائعة لدى العديد من الأطفال، مما يثير قلق الآباء حول أسبابه وتأثيراته وكيفية التخلص منه. قد يبدو الأمر بسيطًا في البداية، لكنه يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية ونفسية تستدعي التدخل المبكر.

أسباب قضم الأطفال للأظافر

يرى  معضم أطباء الأطفال أن التوتر والضغط النفسي هما الدافع الرئيسي وراء هذه العادة، إذ يمنح قضم الأظافر الطفل شعورًا مؤقتًا بالراحة في المواقف العاطفية غير المريحة. يبدأ معظم الأطفال في ممارسة هذا السلوك بين سن 3 و4 سنوات، وقد يتخلصون منه بمرور الوقت، لكنه قد يستمر لدى البعض لفترة أطول. و هذه أبرز الأسباب:

  • التوتر والقلق: يلجأ بعض الأشخاص إلى قضم أظافرهم كوسيلة لتخفيف التوتر العصبي.
  • التقليد: قد يكتسب الأطفال هذه العادة من والديهم أو أفراد الأسرة.
  • اضطرابات نفسية: مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب، والتي قد تدفع الشخص إلى تكرار هذا السلوك.
  • الملل أو العصبية: قد يكون قضم الأظافر وسيلة للانشغال في لحظات الملل أو العصبية.

الآثار الصحية لقضم الأظافر

قد يؤدي استمرار هذه العادة إلى مشاكل صحية، منها:

  • العدوى: حيث يمكن أن تصاب الأظافر وجلد الأصابع بالبكتيريا والفطريات.
  • مشاكل في الأسنان: يمكن أن يُحدث ضررًا للأسنان الأمامية ويتسبب في الضغط على الفك.
  • زيادة خطر الأمراض: تنتقل الجراثيم من الأيدي إلى الفم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.

طرق علاج هذه العادةعند الصغار

يتساءل الكثير من الآباء عن أفضل طريقة لإيقاف هذه العادة، لكن استخدام العقوبات والتهديدات قد يجعل المشكلة أسوأ. بدلًا من ذلك، يُنصح بالآتي:

  • التشجيع الإيجابي: يمكن وضع ملصقات مكافأة في تقويم الطفل عن كل يوم لا يقضم فيه أظافره، مع تقديم جائزة عند تحقيقه هدفًا معينًا.
  • التعرف على المحفزات: معرفة المواقف التي تؤدي إلى قضم الأظافر، مثل مشاهدة برامج تلفزيونية تسبب التوتر، والعمل على تقليلها.
  • العناية بالأظافر: تقليم الأظافر بانتظام يجعل قضمها أقل إغراءً.
  • العلاج السلوكي: إذا لم تُجْدِ الحلول السابقة، فقد يكون العلاج السلوكي المعرفي خيارًا فعالًا لمساعدة الطفل في التعامل مع التوتر بطرق صحية.
  • إذا استمر الطفل في هذه العادة لوقت طويل، أو ظهرت التهابات حول الأظافر، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال للحصول على دعم متخصص.
  • عادة قضم الأظافر قد تكون سلوكًا طبيعيًا مؤقتًا لدى الأطفال والمراهقين، خاصة في فترات التوتر أو الملل، لكنها قد تصبح مشكلة خطيرة إذا استمرت لفترة طويلة أو أدت إلى مضاعفات صحية.

قضم الأظافر بين الطبيعة و الخطورة

إذا كانت هذه العادة عابرة و تختفي مع مرور الوقت، فلا مجال للخوف و أيضا .إذا لم تتسبب في  أضرار واضحة للأظافر أو الجلد المحيط بها. كذلم إذا حدثت هذه العادة في أوقات التوتر أو الملل ولكن دون أن تتطور إلى عادة دائمة. لكن عادة قضم الأظافر تكون خطيرة في الحالات التالية :
  • إذا تسببت في التهابات أو نزيف حول الأظافر.
  • عند حدوث أضرار في الأسنان أو الفك بسبب العض المستمر.
  • إذا كانت مرتبطة بمشاكل نفسية مثل القلق أو الاضطرابات السلوكية.
  • عندما تؤثر على ثقة الطفل بنفسه أو تزعجه اجتماعيًا.
  • تلف الأظافر والأنسجة المحيطة بها، مما قد يؤدي إلى تشوه دائم.
  • زيادة خطر العدوى نتيجة انتقال الجراثيم من الأظافر إلى الفم.
  • مشاكل في الأسنان والفك بسبب الضغط المستمر على الأسنان أثناء القضم.
  • تراجع الثقة بالنفس خاصة عندما يؤثر على المظهر الخارجي للأظافر

 علاج قضم الأظافر 

عند الكبار

  • تحديد السبب الرئيسي: من المهم معرفة الدافع وراء هذه العادة سواء كان القلق، التوتر، أو مجرد عادة مكتسبة.
  • إشغال اليدين بأنشطة أخرى مثل استخدام كرة ضغط اليد أو ممارسة الرسم والكتابة.
  • العناية بالأظافر من خلال قصها بانتظام ووضع طلاء أظافر مرّ المذاق لمنع القضم.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): في الحالات المزمنة، يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي للتعامل مع الأسباب العاطفية الكامنة وراء هذه العادة.

إذا استمر قضم الأظافر لفترة طويلة وأثر على الصحة العامة أو الثقة بالنفس، فمن الأفضل استشارة مختص نفسي أو طبيب لمساعدتك على التخلص من هذه العادة.

 عند الأطفال

قضم الأظافر عند الأطفال هو سلوك شائع قد يكون ناتجًا عن التوتر، القلق، الملل، أو حتى تقليد الآخرين. لمعالجة هذه المشكلة، يمكن اتباع بعض الخطوات العملية:

  • لا تعاقب الطفل أو تصرخ عليه بسبب هذه العادة، لأن ذلك قد يزيد من توتره ويجعل المشكلة أسوأ.
  • تجنب توجيه الانتقادات اللاذعة أو إحراجه أمام الآخرين.
  • راقب متى وأين يقوم الطفل بقضم أظافره، هل يحدث ذلك عند الشعور بالتوتر أو الملل.
  • حاول تحديد الموقف أو المشاعر التي تؤدي إلى هذا السلوك، مثل القلق من المدرسة أو المشاكل العائلية.
  • شغل يديه بأنشطة أخرى مثل التلوين، اللعب بالعجين، أو استخدام كرة الضغط.
  • يمكن تشجيعه على استخدام أدوات مثل السلايم أو مكعبات الليغو لإشغال يديه.
  • قص الأظافر بانتظام لمنع الطفل من قضمها.
  • يمكن استخدام طلاء أظافر مرّ المذاق (المخصص للأطفال) لمنع القضم
  • امدح الطفل عندما يمتنع عن قضم أظافره، واستخدم نظام المكافآت مثل الملصقات أو الهدايا الصغيرة لتحفيزه.
  • اجعله يشعر بالفخر عندما يتمكن من السيطرة على هذه العادة.
  • ساعد الطفل على التعبير عن مشاعره بدلاً من كبتها.
  • شجعه على ممارسة الرياضة أو تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق.
  • تأكد من حصوله على بيئة أسرية هادئة ومريحة

هل يحتاج الطفل إلى زيارة طبيب نفسي؟

في معظم الحالات، يمكن للوالدين مساعدة الطفل في التخلص من هذه العادة دون الحاجة إلى تدخل طبي.
ولكن إذا استمر السلوك لفترة طويلة وأثر على صحة الطفل النفسية أو الجسدية، أو كان مرتبطًا باضطرابات قلق أو توتر شديد، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب نفسي للأطفال.
إذا لاحظت أن الطفل يقضم أظافره بشكل مفرط لدرجة حدوث نزيف أو إصابات، أو إذا كان يعاني من مشكلات سلوكية أخرى مثل اضطرابات النوم أو القلق الشديد، فمن الأفضل مراجعة مختص.

الخلاصة

العلاج يعتمد على الهدوء والتوجيه الإيجابي، وليس العقاب. من خلال توفير بدائل وتحفيز الطفل على التوقف عن هذه العادة، يمكن تقليلها تدريجيًا. وإذا استمرت المشكلة بشكل يؤثر على حياة الطفل، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب نفسي متخصص.

الخاتمة

قضم الأظافر عادة يمكن التغلب عليها من خلال الوعي بها، تقديم بدائل مناسبة، وتوفير بيئة خالية من التوتر، مع دعم الطفل أو الشخص المصاب بطريقة إيجابية. وإذا استمرت المشكلة وكانت تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية أو النفسية، فمن الأفضل استشارة مختص.
أرى أن قضم الأظافر ليس مجرد عادة سيئة، بل قد يكون مؤشرًا على التوتر أو القلق الذي يحتاج إلى معالجة. بدلًا من التركيز على العقاب أو الإحراج، من الأفضل البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك وتوفير بيئة داعمة لمساعدة الطفل أو الشخص البالغ على التخلص منه بطريقة صحية ومستدامة.

المصادر والمراجع

الجزيرة نت بتصرف.
مايو كلينيك بتصرف.

- المقالة التالية - المقالة السابقة
لايوجد تعليقات
    إضافة تعليق
    comment url